“هل تأخذ نصيحة صحية من شخص غريب في الشارع؟” يقول أنتوني إم كوكو، الطبيب في مستشفى سانت فنسنت في ملبورن، والمؤلف الرئيسي لدراسة علمية حول عادات البحث لدى الناس العامة ذوي المعرفة السطحية بالطب والتمسك بمعلومات قد سمعوها أو قرأوها على مواقع التواصل الاجتماعي بدون مصداقية علمية، عادةً وليس دائماً المواقع الموجودة بالصفحة الأولى من نتائج البحث في محركات البحث تميل للمصداقية أكثر.
خبراء الصحة العامة القلقين بشأن النتائج السلبية المحتملة من البحث في القضايا الصحية عبر الإنترنت، من الإصابة بـ “السايبركوندريا”.
السايبركوندريا، والمعروفة أيضًا باسم كومبيوكوندريا، هي ظاهرة سريرية لأناس لمخاوف لا أساس لها بشأن أعراض سريرية شائعة وذلك بناءاً على تصفح مواقع طبية على الإنترنت، ومقالات وسائل التواصل الاجتماعي. وتعد السايبركوندريا مصدر قلق متزايد بين الأطباء حيث يمكن للمرضى الآن البحث عن أي مرض وأعراضه ولو كانت حالة نادرة، وإظهار حالة من القلق الطبي. ترتبط السايبركوندريا ارتباطًا وثيقاً بأعراض القلق الصحي، أو الخوف غير المنطقي من بعض الأمراض الوهمية؛ وعلى العكس من ذلك ، قد يترك بعض الأشخاص مرضًا حقيقيًا دون علاج. وقد تنهار الثقة بين الأطباء والمرضى.
تبين بدراسة ما يقرب من 80 بالمائة من المرضى الذين يبحثوا عن معلومات على الإنترنت قبل رؤية الطبيب أن عمليات البحث التي أجروها قد حسنت بالفعل وعيهم الطبي. كانوا أكثر قدرة على التعبير عن أعراضهم وفهم ما قاله لهم الأطباء.
إذا كنت واثقًا من قدرتك على تمييز الفرق بين المعلومات عالية الجودة ومنخفضة الجودة، فابحث في الانترنت. خلافاً لذلك، تابع بحذر. تأكد من أن الموقع لا يحاول بيع منتج أو علاج لك.
اعلم أن بعض المصطلحات الطبية تؤدي إلى نتائج أكثر دقة من غيرها. في إحدى الدراسات، وجد الباحثون أن واحدة فقط من أفضل 54 نتيجة لـحالة “الانتباذ البطاني الرحمي” أدت إلى صفحة تحتوي على ما يُعتبر معلومات دقيقة عن الحالة – حيث كانت أكثر من 4500000 عملية بحث سنويًا.
إذا كنت قلقًا بشأن شيء ما شاهدته عبر الإنترنت أخبر طبيبك. حيث أنه من الأسهل طمأنة المرضى إذا كان يعرف بالضبط ما يخافون منه.
إذا كنت تعاني من حالة إسعافية، فقط اتصل بسيارة الإسعاف، لا تضيع وقتاً في البحث في جوجل ولو لبضع دقائق.