العرج هو ظاهرة معقدة يمكن أن يكون لها العديد من الأسباب والعواقب المختلفة. العرج، المعروف أيضًا باسم المشية المسكنة، هو نمط مشي غير طبيعي يحدث عندما ينخفض أحد جانبي الجسم أو يتحرك قليلًا إلى الأسفل مع كل خطوة. يمكن أن يحدث العرج بسبب الألم أو الإصابة أو المرض الذي يؤثر على العظام أو المفاصل أو العضلات أو الأعصاب أو الأوعية الدموية في الأطراف السفلية. يمكن أن ينجم العرج أيضًا عن حالات عصبية تؤثر على الدماغ أو الحبل الشوكي أو الأعصاب الطرفية التي تتحكم في حركة وإحساس الساقين والقدمين.
بعض الأسباب الشائعة للعرج تشمل:
– الفصال العظمي: وهي حالة تنكسية تصيب الغضروف الذي يغطي أطراف العظام في المفاصل. يمكن أن يسبب التهاب المفاصل العظمي الألم والتصلب والتورم وانخفاض نطاق الحركة في المفاصل المصابة، وخاصة الورك والركبة والكاحل والقدم.
– الالتواءات والشد وإصابات الأنسجة الرخوة: هي الإصابات التي تؤثر على الأربطة والأوتار والعضلات والأجربة والغضروف المفصلي أو الوسادات الدهنية التي تدعم وتبطن المفاصل والعظام في الأطراف السفلية. يمكن أن تحدث الالتواءات والإجهادات بسبب الصدمة أو الإفراط في الاستخدام ويمكن أن تسبب الألم والتورم والكدمات وانخفاض الوظيفة في المنطقة المصابة.
– اعتلال الجذور القطنية: وهي حالة تحدث عندما تصبح جذور الأعصاب المتفرعة من الجزء السفلي من العمود الفقري مضغوطة أو ملتهبة. يمكن أن يسبب هذا ألمًا حادًا، أو تنميلًا، أو وخزًا، أو ضعفًا في الساقين أو القدمين، اعتمادًا على العصب المصاب. يمكن أن يحدث اعتلال الجذور القطنية بسبب مشاكل في القرص، أو نتوءات العظام، أو الأورام، أو الالتهابات في العمود الفقري.
– خلل التنسج الوركي وخلع الورك الولادي: وهي حالة خلقية أو تطورية تؤثر على تكوين مفصل الورك واستقامته. يمكن أن يسبب خلل التنسج الوركي الألم والتصلب والعرج وانخفاض الحركة في الورك، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل العظمي وخلع الورك.
– تنخر العظم: وهي حالة تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى العظام، مما يؤدي إلى موت أنسجة العظام. يمكن أن يؤثر النخر العظمي على أي عظم، ولكنه أكثر شيوعًا في الورك والركبة والكاحل. يمكن أن يسبب تنخر العظم الألم والعرج وانخفاض الوظيفة في المفصل المصاب، ويمكن أن يؤدي إلى انهيار العظام وتلف المفاصل.
يمكن أن يكون للعرج تأثيرات مختلفة على الجسم ونوعية حياة الشخص الذي يعرج. يمكن أن يغير العرج آليات المشي الطبيعية ويؤدي إلى مزيد من المشاكل مثل عدم توازن العضلات، وعدم استقرار المفاصل، وانخفاض القدرة على التحمل، وزيادة إنفاق الطاقة، وزيادة خطر السقوط والإصابات. يمكن أن يؤثر العرج أيضًا على السلامة النفسية والاجتماعية للشخص الذي يعرج، حيث يمكن أن يسبب الإحراج أو الإحباط أو العزلة أو الاكتئاب أو القلق.
يعتمد علاج العرج على السبب الكامن وشدة الأعراض. بعض العلاجات الشائعة تشمل:
– الراحة والثلج والضغط والرفع (RICE): هذا إجراء للإسعافات الأولية يمكن أن يساعد في تقليل الألم والتورم والالتهاب في المنطقة المصابة.
– الأدوية: يمكن أن تشمل مسكنات الألم، أو مضادات الالتهاب، أو مرخيات العضلات، أو حاصرات الأعصاب، حسب سبب الألم ونوعه.
– العلاج الطبيعي: يمكن أن يشمل التمارين، أو التمدد، أو التدليك، أو الموجات فوق الصوتية، أو التحفيز الكهربائي، أو طرق أخرى يمكن أن تساعد في تحسين قوة المنطقة المصابة ومرونتها وحركتها ووظيفتها.
– الأجهزة المساعدة: يمكن أن تشمل العكازات أو العصي أو المشايات أو الأقواس أو الجبائر أو أجهزة تقويم العظام التي يمكن أن تساعد في دعم وتثبيت المنطقة المصابة وتقليل الحمل على المفصل أو الطرف المؤلم.
– الجراحة: يمكن أن تشمل تنظير المفاصل، أو استبدال المفاصل، أو ايثاق المفاصل، أو تخفيف الضغط العصبي، أو تطعيم العظام، اعتمادًا على سبب ومدى الضرر الذي لحق بالمنطقة المصابة.
تعتمد الوقاية من العرج على عوامل الخطر والأسباب المحتملة للعرج. تتضمن بعض النصائح العامة للوقاية من العرج ما يلي:
– الحفاظ على وزن صحي واتباع نظام غذائي متوازن يمكن أن يساعد في تقليل الضغط على المفاصل والعظام وتوفير العناصر الغذائية اللازمة لصحة الأنسجة.
– ممارسة النشاط البدني بانتظام الذي يمكن أن يساعد في تحسين قوة ومرونة وتحمل العضلات والمفاصل ومنع التصلب والإصابة.
– ارتداء الأحذية المناسبة التي يمكن أن توفر توسيدًا ودعمًا وثباتًا مناسبًا للقدمين والكاحلين وتمنع الإفراط في الكب أو الاستلقاء.
– تجنب أو تعديل الأنشطة التي يمكن أن تسبب إجهادًا أو تأثيرًا أو تكرارًا مفرطًا على المفاصل والعظام، مثل الجري أو القفز أو رفع الأشياء الثقيلة.
– اطلب الطبيب على الفور إذا شعرت بأي علامات أو أعراض للعرج، مثل الألم أو التورم أو التيبس أو انخفاض الوظيفة في الأطراف السفلية.