كيف يمكن للطب التجديدي أن يحدث فرقًا في جراحة العظام في ظل التحديات في علاج العظام والمفاصل التقليدية؟
تحدث الحوادث والإصابات وهو أمر لا مفر منه في الحياة. حتى إذا كان بإمكاننا تجنب الحوادث –نظرياً- فإن تقدم عمر المفاصل يؤدي إلى التهاب المفاصل التنكسي.
في حين أن الشباب قد يمكنهم التعافي من الإصابات بالعلاج التقليدي، نجد أن المفاصل لا تستجيب بنفس الطريقة وخاصة مع التقدم في العمر. الأنسجة مثل الغضاريف والأربطة والأوتار ليس لها القدرة على التجدد والشفاء من تلقاء نفسها كما في باقي النسج، مما يزيدها سوءًا مع التقدم في العمر. غالبًا نلجأ إلى استبدال المفاصل والإجراءات الجراحة لإصلاح وتقويم المفاصل لأن أجسامنا لا تستطيع ذلك.
يقدر بنحو 150.000 عملية استبدال لمفصل الركبة والورك في الولايات المتحدة كل عام، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد ثلاثة مرات بحلول عام 2040.
عادة يكون الاختيار بين التدبير المحافظ، والعلاج الطبيعي، والوسائل المساعدة على الحركة، وحقن الستيرويد، والجراحة، بما في ذلك استبدال المفاصل. قد تكون الإجراءات المحافظة أقل فاعلية، في حين الجراحة تأتي مصحوبة بالألم والمخاطر الطبية. يأتي السؤال: هل يجب أن تخاطر بصحتك؟
هل الطب التجديدي هو الحل؟
الطب التجديدي: هو مجال جديد من مجالات الطب يهدف فيه جراحو العظام إلى الابتعاد عن الاستبدال والتوجه نحو الحفاظ على المفاصل. باستخدام علم الأحياء التقويمي العظمي، يمكن تزويد الجسم بالخلايا والمواد وتحفيزه الشفاء دون التعرض لسكين الجراح.
إذا أخذنا ذلك في ظاهره، يبدو أنه حل مثالي لجميع مشاكلنا. الوعد بالطب التجديدي في جراحة العظام يمكن أن يأخر فيه استبدال المفصل لأطول فترة ممكنة، وربما يقدم حلاً بديلاً في نظام انتظار الدور الطويل لإجراء الزرع في التخصصات الأخرى في الطب. وكما هو الحال مع أي شكل جديد من العلاج، فإن الطب التجديدي لا يخلو من الجدل. الجدل الرئيسي في علم الأحياء التقويمي العظمي هو ما إذا كانت مجموعة الأدلة تدعم حاليًا دمج تقنيات الطب التجديدي في استراتيجيات العلاج التقليدية.
هناك الكثير من الأدلة التي تدعم تقنيات الطب التجديدي في ظروف معينة مثل هشاشة العظام واعتلال الأوتار. ومع ذلك، يجب أن تكون هناك قاعدة أدلة أوسع قبل قبول هذه العلاجات كممارسة معيارية في تقويم العظام.
ما هو الطب التجديدي؟
لا يمكننا أيضًا أن نتوقع دراسات أكبر لإثبات فعالية هذه العلاجات ، حيث تظهر بعض التحليلات التلوية فقط فعالية هامشية للبلازما الغنية بالبلازما وتنصح بعدم استخدامها كعلاج محافظ.
تاريخ الطب التجديدي
الفكرة وراء الطب التجديدي ليست جديدة. تأتي أقدم قصة توضح بالتفصيل قدرة الجسم على التجدد من الأساطير اليونانية حول الإله بروميثيوس، الذي عوقب لسرقة النار وإعطائها للبشرية. تم تقييد بروميثيوس إلى صخرة لنسر زيوس ليأكل كبده، ومساءاً بعد مساء، تجدد كبده. تقودنا هذه القصة إلى الاعتقاد بأن الإغريق القدماء كانوا على دراية بقدرة الكبد على إعادة النمو والتجديد في هذه المرحلة من التاريخ. في جراحة العظام، جاء أول إجراء “تجديد” معروف في عام 500 قبل الميلاد، حيث عولج الجنود الرومان الذين لديهم مشاكل في المفاصل بالإبرة الساخنة.
تطورت علاجات تقويم العظام الحديثة في الطب التجديدي على مدار الثمانين عامًا الماضية، مع التركيز على تعديل استجابة الشفاء في الجسم. في الأربعينيات من القرن الماضي، وصف ماجنوسون علاجًا لهشاشة العظام عن طريق التنضير الشامل للركبة. تم استبدال هذا العلاج الراسخ في وقت لاحق بعلاجات تشمل تحفيز الشفاء عن طريق تهيج المفصل عن طريق حقن محلول ملحي (العلاج بالحقن – Hackett et al. 1956)، والحفر في الغضروف المفصلي (Pridie 1959)، وتكسير الغضروف الدقيق (Steadman 1984).
في الآونة الأخيرة، ركز الطب التجديدي على زرع الخلايا لبدء الشفاء، مع إدخال الحداثة مثل البلازما الغنية بالصفيحات الدموية، والخلايا الجذعية، وحقن المواد الحيوية التي يمكن أن تحفز الشفاء.
الطب التجديدي وعلم الأحياء التقويمي العظمي عام 2022
لا تزال علاجات الطب التجديدي الحديثة للعظام تكافح من أجل إيجاد مكان داخل الممارسة المعيارية ومؤسسات الرعاية الصحية الكبيرة، وذلك بسبب الجدل حول ما إذا كانت قاعدة الأدلة تدعم استخدامها حاليًا. غالبًا ما تتطلب العلاجات مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية وحقن الخلايا الجذعية المشتقة من الخلايا الدهنية أن يدفع المرضى من أموالهم خارج تأمينهم الصحي لأن شركات التأمين ترفض تغطية هذه الأشكال من العلاج.
ومع ذلك، هناك عدد متزايد من الأطباء الذين يستخدمون علم الأحياء التقويمي العظمي كجزء من ممارساتهم. مع توسع قاعدة الأدلة المتزايدة على الجدوى العلاجية، يتم علاج حالات مثل هشاشة العظام واعتلال الأوتار، وتقدم العلاجات بما في ذلك حقن:
• البلازما الغنية بالصفيحات الدموية المأخوذة من دم المريض.
• الخلايا الجذعية المأخوذة من الأنسجة الدهنية ونخاع العظام والحبل السري والسائل الأمنيوسي والمشيمة.
• المواد الحيوية البيولوجية مثل الخلايا الغضروفية الذاتية (الخلايا المأخوذة من المريض المنتجة للغضاريف)، والكولاجين البقري، وخلايا العظام الأم، والبروتينات.
يعتبر علم الأحياء التقويمي العظمي بشكل عام علاج محافظ، كبديل تداخلي أبسط من الجراحة أو كخيار إضافي عند فشل العلاجات الأخرى.
تزداد شعبية علم الأحياء التقويمي العظمي، ومن الأسباب، التغطية الإعلامية للرياضيين المشهورين الذين يخضعون لهذه الإجراءات. قد أضاف الحماس إلى الجدل الدائر حول الطب التجديدي.
إذا كان الهدف هو الابتعاد عن استبدال المفاصل والجراحة للمفاصل، فنحن لم نصل بعد. ومع ذلك، نرى استخدام علم الأحياء التقويمي العظمي يتوسع ويتقدم.
مستقبل الطب التجديدي
يبشر الطب التجديدي بتأخير وربما تقليل التدخل الجراحي في المرضى الذين يعانون من أمراض المفاصل التنكسية وإصابات العضلات والعظام. في المستقبل القريب، قد نرى علم الأحياء التقويمي العظمي يُستخدم كأساس متوسط لحالات التهاب المفاصل، ويجلس في مكان ما بين العلاج المحافظ والجراحة.
في المستقبل البعيد، قد نرى شكلاً آخر لكيفية استبدال المفاصل كالابتعاد عن بدائل المفاصل المعدنية والسيراميكية نحو الاستبدال والتجديد البيولوجي. يمكننا أيضًا أن نتوقع تحركًا نحو الحقن العظمي كإجراء وقائي لحالات المفاصل التنكسية.
هناك بعض العقبات التي يجب التغلب عليها قبل أن يأخذ علم الأحياء التقويمي العظمي مكانًا حقيقيًا بين العلاجات التقليدية. بعض هذه العقبات تتعامل مع الجدل الكامن وراء أبحاث الخلايا الجذعية وعدم وجود أساس متين من الأدلة. تشمل العقبات الأخرى الصعوبات في تطوير العلاجات المتاحة حاليًا لتعزيز تحسين الأعراض والفعالية على المدى الطويل والسلامة. ما زلنا نواجه صعوبات في كيفية تخزين الخلايا الجذعية، ونمو الخلايا بسرعة لإجراء التطعيم، وتحضير الجهاز العضلي الهيكلي لزرع الأنسجة الجديدة وتجديدها. ما هو واضح هو أن الطب التجديدي هو مجال مثير وواعد قد يحمل المفتاح لتوسيع نطاق خيارات العلاج التداخلي الطفيف المتاحة.